الأستاذ محمد أشين: لا يواجه الاحتلال بالمفاوضات بل بالمقاومة الفاعلة والمسؤولة.

يؤكد الأستاذ محمد أشين أن الهجوم الأمريكي على إيران يمثل تحولًا خطيرًا في مسار الصراع، إذ يسعى لفرض الاستسلام الكامل على طهران، مشددًا على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الغطرسة الغربية والصهيونية.
كتب الأستاذ محمد أشين مقالاً جاء فيه:
تشير الضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية إلى دخول مرحلة جديدة من الصراع، إذ تحوّلت التهديدات والابتزازات التي استمرت لسنوات إلى هجوم فعلي، أما صمت الغرب المريب، فلا يُمكن تفسيره إلا على أنه دعم واضح لذهنية الاحتلال والتوسع.
فبعد أيام من التصريحات المربكة والتسريبات المقصودة حول "ضربة محتملة" و"إقلاع الطائرات"، أقدمت واشنطن في جنح الظلام على قصف منشآت نووية إيرانية، وبينما تتباين الروايات حول حجم الأضرار، إلا أن الرسالة الأساسية للهجوم لا تقبل التأويل: إجبار إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لا كشريك، بل كطرف مهزوم خاضع.
لقد تحقق جزئيًا ذلك السيناريو الذي لطالما سعى الصهاينة إلى فرضه على الإدارة الأمريكية: التدخل العسكري المباشر ضد إيران، وللأسف فإن الأهداف التي طالما أعلنها نتنياهو –حزب الله، سوريا، إيران– تُستهدف الآن واحدة تلو الأخرى، ولا يبدو أن الهدف القادم سيكون مفاجئًا لأحد.
رغم ما طبع عليه عهد ترامب من تناقضات في التصريحات، إلا أن الرسالة التي حملها منذ البداية واضحة: يجب على إيران أن ترضخ، وبعد الرضوخ سيُطلب منها الكثير: تغيير النظام، وتفكيك البنية النووية، وضمان زوال أي تهديد محتمل لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بمعنى آخر المطلوب أن تتحول إيران إلى نسخة من الإمارات أو السعودية أو مصر من حيث التوجهات السياسية.
لكن لا هكذا تُدار المفاوضات، حتى أكثر القبائل توحشًا تحترم أصول التفاوض أثناء الجلوس إلى الطاولة، ولا تهاجم الطرف الآخر خلال الحوار، أما أن تُستهدف دولة وهي تحت ضغط التفاوض، فهذا ما لا يمكن القبول به – إلا في أعين من يدّعون التحضر والتمدن في الغرب، الذين لم يكتفوا بالصمت، بل تبنوا الخطاب الأمريكي والصهيوني ووجهوا اللوم إلى طهران، واللافت هو التكرار الأجوف لعبارة: "لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها".
لكن متى كان للقاتل والمحتل والسارق حقٌ في الدفاع عن جرائمه؟! المؤلم أن من يُمنح حق "الدفاع عن النفس" اليوم هو السارق، لا صاحب الدار.
إيران وبغض النظر عن خياراتها، لن تُقنع هذا المعسكر الظالم بشيء سوى بالخضوع الكامل، فالمشكلة ليست في الحق والعدل، بل في منطق القوة، وبدون توازن في ميزان القوى، فإن أي تفاوض مع الولايات المتحدة لن يكون إلا غطاءً لفرض الشروط.
أما مواقف وزراء خارجية الدول الإسلامية، فهي لا تتعدى بيانات "القلق" و"الإدانة"، التي لم تعد تعني شيئًا سوى كشف حالة العجز والانبطاح، وهي مواقف لا تردع المعتدي، بل تشجعه على التمادي.
وفي هذا السياق، يمكننا استعارة كلمات بديعة وقوية من العلامة بديع الزمان سعيد النورسي، الذي قال:
"الظالم المجرم إذا طرح أحدًا أرضًا وكاد أن يسحق رأسه بقدمه، فإن رضوخ الضحية وتقبيله قدم الجلاد لا ينقذه، بل يقتل روحه قبل جسده، ويهدر كرامته قبل دمه، وإن أبدى له الضعف، فإنه يُغريه بمزيد من البطش، أما إن بصق في وجهه، نال الشرف حتى لو استشهد، لأنه حفظ قلبه وروحه من الذل."
إن هذا المشهد يلخص الموقف بدقة: الخضوع يُفني الكرامة قبل الأجساد، والمواجهة تحفظ الروح حتى في الشهادة.
لهذا لا ينبغي انتظار أن يحين "دورنا"، بل يجب أن يُستثمر كل ما هو متاح من إمكانات في سبيل المقاومة، لا مجال اليوم للمساومات والمناورات، بل للثبات والمجابهة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن التهدئة بين إيران والاحتلال لا تعني نهاية المعركة، فغزة ما زالت تنزف والعدو ما زال يرتكب جرائمه، ويحمّل الدول الإسلامية مسؤولية التخلي عن واجبها، متسائلًا بمرارة ووضوح وماذا عن غزة؟
يسلط الأستاذ محمد كونول الضوء على ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع البرنامج النووي الإسرائيلي مقارنة بإيران، ويبيّن كيف يخفي الاحتلال خسائره ويزيف الأرقام في ظل تصاعد الغضب العالمي تجاه جرائمه المستمرة، ويؤكد أن سقوط الطغاة محتوم وأن العدالة الإلهية لا بد أن تتحقق في نهاية المطاف.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش بقوة أن العدوان الأمريكي على إيران لن يؤمّن الكيان الصهيوني بل سيعجّل بزواله، وأن ترامب بتصرفاته يخدم نهايته ونهاية مشروع الهيمنة الصهيونية في المنطقة، ويشدّد على أن شعوب العالم باتت أقرب من أي وقت لمشاهدة لحظة سقوط هذا الكيان الغاصب.